في رحاب هذا الصرح الثقافي العريق، أتشرف بأن أتولى مسؤولية إدارة أوبرا الجزائر”بوعلام بسايح”، حاملًا بي يديَّ راية الفن والابتكار، ومُعبرًا عن شغفي العميق والتزامي الراسخ تجاه ثقافتنا الغنية وتراثنا الموسيقي والفني الأصيل.
تُعتبر أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” منبرًا فريدًا للتلاقي الثقافي، ومسرحًا نابضًا بالإبداع والتواصل، حيث تلتقي المعرفة بالخيال، وتتجلى فيه روائع تراثنا الموسيقي والفني في أبهى صورها. هي ذلك الرمز الحي للتميّز، الذي يحمل على عاتقه مهمة نقل أصالة فننا وتنوعه، وتقديمه للعالم بأبهى حُلّة، في ميادين الأوبرا، والموسيقى السيمفونية، والباليه، والفنون الشعبية.
وتحفل أوبرا بوعلام بسايح بثلاثة فرق وطنية تعكس جوهرها الفني وروحها الإبداعية: الأوركسترا السيمفونية الوطنية، والباليه، وفرقة الموسيقى الأندلسية. من خلال هذه الفرق، نأخذ جمهورنا العزيز، محليًا وعالميًا، في رحلة ساحرة عبر ألوان التناغم الثقافي، ونرسم خريطةً فنية تنبض بتاريخنا وحكايات وطننا، وتُشعرهم بعمق المشاعر التي تجمع أبناء الجزائر في بوتقة واحدة.
ونحن لا ننسى أبداً الجالية الجزائرية في المهجر، تلك الجذور الثابتة التي تربط بين الوطن وأبنائه في كل زاوية من هذا العالم الرحب، ونسعى جاهدين إلى تقديم عروض فنية ترقى لتطلعاتهم، تعكس حبهم الصادق وارتباطهم العميق بوطنهم الأم.
إن أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” تطمح دائما لأن تكون بيتًا فنيًا نابضًا بالحياة، منفتحًا على كل أشكال الإبداع، حيث يلتقي الفنانون والمبدعون والجمهور في فضاء يعانق الروح ويرتقي بالجمال، في مسعى لا ينضب نحو التميّز والرفعة.
” فليسود الفن في هذا الصرح الثقافي العريق، لينير الوجه الحقيقي لثقافتنا الغنية، ويُلهب قلوبنا بعذوبة الإبداع، ولتظل أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” منارةً تضيء سماء الفن في وطننا الغالي الجزائر “.
الأستاذ عبد القادر بوعزارة
المدير العام لأوبرا الجزائر
