“طاب المقام”… عباس ريغي

“طاب المقام”… المالوف القسنطيني يصدح من قلب أوبرا الجزائر .

 

في ليلة استثنائية تنبض بالأصالة والحنين، عاش جمهور دار أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”، مساء اليوم الخميس 26 جوان 2025، سهرة فنية خالدة، عنوانها الوفاء للموروث، وأبطالها الموسيقى الراقية، الصوت العذب، والذاكرة الثقافية العريقة.

الفنان عباس ريغي، سفير المالوف القسنطيني وأحد أبرز روّاده المعاصرين، اعتلى الركح بكل ما يحمله من أناقة الأداء وصفاء الإحساس، ليقدّم عرضه “طاب المقام” كتحية محبة واعتزاز لتراث الشرق الجزائري الموسيقي، وترسيخًا لعراقة المالوف الأندلسي.

بأداء أصيل وتعبير صادق، أمتع “عباس ريغي” جمهورًا غصّت به القاعة عن آخرها، غالبيته من العائلات العاشقة للفن، حيث تجاوب الحاضرون مع كل نغمة، وردّدوا معه عناوين محفورة في الوجدان:

“يا مسلمين طاب المقام، صلّوا على خير الأنام”، “غرامك علّمني النوح”، و“عذّبتي قلبي”…

بين كل وصلة وأخرى، كان الحنين يعلو، والتصفيق يدوّي، في مشهد صادق عبّر عن علاقة الجمهور العميقة بتراثه الأندلسي واعتزازه بفنّه الأصيل المتجذّر في قلب قسنطينة، عاصمة المالوف، ومحيطها من مدن الشرق الجزائري.

وفي ختام الحفل، تشرّف الفنان عباس ريغي بتكريم خاص من طرف السيد عبد القادر بوعزارة، المدير العام لأوبرا الجزائر، الذي حيّاه على الحفل الراقي والأداء المتميّز، مُشيدًا بمسيرته الفنية الثرية ومساهمته القيّمة في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي العريق.

من جهته، عبّر الفنان عن امتنانه العميق للجمهور، شاكراً إياه على التفاعل الكبير، والروح الدافئة التي أضفت على السهرة أجواءً لا تُنسى.

لم يكن الحفل مجرّد عرض موسيقي، بل رحلة وجدانية في ذاكرة المالوف، واحتفاء حيّ بفنّ لا يزال ينبض بالحياة، عبر أصوات وفيّة كصوت “عباس ريغي”، وفضاءات راعية كدار أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”.

 

شكرًا جمهورنا الوفي، شكرًا لكل من حضر، وتفاعل، وصفّق، وغنّى… أنتم نبض الثقافة وروح الفن.

إلى لقاء قريب… في موعد جديد مع الجمال والهوية والموسيقى.